لماذا الانتفاضة فقط ..؟!!
منذ فترة نسمع ـ عبر وسائل الإعلام المختلفة ـ تصريحات لمسؤولين .. ومعلقين ..
وسياسيين وغيرهم تقول: الحل لتحصيل الحقوق في فلسطين، وطرد الصهاينة المعتدين يكمن في صمود الانتفاضة .. في دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني .. في استمرار الانتفاضة ..!
مواجهة الصهاينة المعتدين .. يجب أن تكون من خلال دعم الانتفاضة .. والوقوف إلى جانب الانتفاضة .. الانتفاضة خيار استراتيجي لا رجعة عنه .. الانتفاضة .. الانتفاضة ..!
أقول: ابتداءً لا أقلل من قدر وأهمية الانتفاضة .. ولا من جهاد الشعب المسلم الفلسطيني هناك .. فهم على ثغرة عظيمة من ثغور الإسلام نسأل الله تعالى لهم الثبات والنصر.
ولكن لماذا الانتفاضة فقط ..؟!!
لماذا أطفال الحجارة فقط ..؟!!
لماذا النساء والشيوخ فقط ..؟!!
لماذا الشعب الفلسطيني الأعزل من كل شيء .. مقابل جيش صهيوني همجي متوحش ـ يقتل الأطفال الرضَّع! ـ مدجج بأحدث الأسلحة الفتاكة .. فقط ..؟!!
لماذا لا يكون الحل ـ إضافة إلى جهاد الانتفاضة ـ تحرير حدود بلاد الطوق من سطوة وهيمنة كلاب الحراسة الأوفياء لليهود أكثر من اليهود لليهود .. لتأخذ الشعوب العربية والإسلامية دورها المفروض والصحيح، وتتحمل مسؤولياتها الشرعية في تحرير القدس وسائر البلاد من رجس الصهاينة اليهود ..؟!!
لماذا لا يكون الحل ـ إضافة إلى جهاد الانتفاضة ـ تحرير الجيوش العربية على الأقل ـ التي صنعت لحماية عروش الطواغيت ـ لتأخذ طريقها الصحيح في الجهاد إلى جانب الانتفاضة .. وأهل الانتفاضة ؟!
لماذا لا يكون الحل ـ إضافة إلى جهاد الانتفاضة ـ أن يُزاح الغبار عن الترسانة الضخمة للأسلحة المخبأة في مخازن طواغيت العرب .. والتي اشتريت بأموال المسلمين ..!
لماذا هذه الأسلحة ـ التي يتراكم عليها الصدأ والغبار ـ لا تُشهر إلا في وجه الشعوب .. ولقهر الشعوب لإرادة وحكم الطواغيت ..؟!!
لماذا لا تأخذ طريقها ـ بجوار حجر الانتفاضة ـ لتحرير الأرض، وطرد المغتصبين الصهاينة ..؟!
لماذا لا ترتفع الأصوات وبقوة ـ من كل الأطراف والجهات والهيئات المعنية ـ بالمطالبة بذلك .. إضافة إلى دعم الانتفاضة ..؟!!
فعدم حصول ذلك أو شيء منه يجعلنا نجزم أن شعار دعم الانتفاضة الذي يردد في وسائل إعلام الظالمين .. وتلوكه ـ بكل وقاحة وقلة حياء ـ أفواه كثير من المسؤولين .. هو عبارة عن كلمة حق يراد بها باطل .. يُراد بها مص نقمة الشعوب المقهورة وإخماد غضبتهم .. يُراد بها الهروب من المسؤولية الحقيقية .. ومن تحمل تبعات هذه المرحلة الهامة وما تقتضيه من واجبات .. ليقف الطفل الفلسطيني بحجره .. الإنسان الفلسطيني الأعزل من كل شيء .. إلا من إيمانه .. وحيداً فريداً .. أمام مسؤوليات التحرير والجلاء ..!
ألا قاتل اللهُ الطواغيت الظالمين .. كلاب الحراسة الأوفياء!!