صباحٌ بـ نكهة التّمرّد

,,

,

تحاصرني الأيام ولازلت أستجدي من الأمسِ بعضاً من قوتٍ لـ غدي , فـ أنا على موعدٍ مع القادم !!

/

\

على ضفّة الحزن أفترش ذلك الحلم مكبلاً بـ صمتي .. أحتسي أقداح الفراق على نغمات الوجد التي تأسر أذني وكـ أن لا نغمة تثير مسامعي سواها .
أتحسس نبضي وضجيج الدم في عروقي تارةً ثائراً يكاد يقطعها وتارةً يحنو علي أكثر منّي .
أسمع كلّْ هتافات البؤساء بـ داخلي مردّدين شعاراتهم الجوفاء .. ألاّ سكون ألاّ رضوخ .. تتسارع النبضات والألم يكسو ملامحها لـ علّها تفوز بـ لفحة أملٍ تجوب تجويفات صدري المُثقل بـ أنفاسي .

يستحيل الكون سواداً يملأ الآفاق .. ليلٌ , سوادٌ , ظلمةٌ , وحشة , خوفٌ .. اختلفت المسمّيات وأنا والليل واحد ؟!

,,

قلبٌ يعتريه الوهن

كـ نذير حربٍ قادم وراحلٍ ..
شعلةٌ .. ضرب طبول .. صرخاتٌ حماسيّة .. هتافات .
شيّطنةٌ وتمرّد أنفس آذنت بـ حشد جيوش , بـ دكِّ حصون , بـ اقتلاع مآذن
بـ سحق رؤوسٍ بشريةٍ , بـ اصطباغ التراب بـ لون الدم .

حُبست الأنفاس , وشخِصت العيون , وحُملت الرؤوس فوق الرؤوس
واستحال المكان أثراً بعد عين تكسو أرجاءه الوحشة والخراب وكـ أن لا نفس سكنت ولا قدماً سارت سوى من عجوزٍ تنتحب ولدها الذي استحال جسده كومة لحمٍ مفرومةٍ تفزع لـ رؤياها العيون وطفلٍ محمولٍ على الأكتاف يبكي حزناً أو ربّما هو بكاءٌ لـ بكاء .

,,

بئس أملٍ ينكأ جرحاً غائراً , يًساوم الوقت على قُبلةٍ بـ خلسةٍ , مسفّهٍ لـ الحقائق , مُنتزعاً لـ الهويّات , مخلداً اسمه كـ فردٍ في عالم السراب . تستوطن هامته بُنيّات أفكارٍ مُحتالةٍ تنجذب بـ فعل رياح الغرور لـ تسدّد طعنةً في خاصرة الهدف الموشوم بـ حلمٍ كذّابٍ رامه ذات تهّورٍ فـ صفعته اللعنات المتتالية لـ تسنح له الفرصة المواتية لـ يستعلي الغايات ويدوس بـ قدمه الهامات حتى لمّا يجد له موضع قدمٍ في زحمة الأقدام , بيضاءها وسودائها ورماديّها !!

.

.